Tuesday, August 18, 2009

قصة قصيرة


الساعة االخامسة صباحا

قضت ليلة الامس و هى شبه مستيقظة

تتقلب يمينا و يسارا مستجدية لحظات قليلة لتغفو فيها

فى المطبخ رائحة النسكافيه تعبأ المكان

تختلط رائحة القهوة مع نسمات الفجر الاولى

ما زالت بملابس النوم

ثوبها الرمادى القصير

حافية

و شعرها الكستنائى يتموج حول وجهها فى فوضى تعلن عن التمرد

اختارت الكرسى العالى لتجلس عليه

امام النافذة التى بدأ ضوء النهار يتسلل اليها

وضعت الكوب على الطاولة الرخامية البيضاء امامها و قد التفت يديها الصغيرتين على مج النسكافيه لتحتضنه

مخفضة رأسها كأنها تتلو تعويذة قديمة من زمن الاساطير

كأنما اصبحت خارج نطاق الزمن

رائحة النسكافية لا تزال تملأ المكان تشعرها بالحنين لاماكن و اشخاص هجروها او هجرتهم من سنين

تخبر نفسها ... يا الله انها نفس الصورة
الصورة التى تلح على خيالى و لا تكاد تفارقنى منذ شهور
اراها جيدا كانها جزء من فيلم يمر امامى بكل تفاصيله
احاول ان اهرب منها اتفادها خلال اليوم المشحون
ولكنها تتسلل غاصبة
تتحين اللحظات تطرق خيالى بشدة
فأرى نفسى سائرة مجهدة بعد مشوار طويل
قدماى تنوءان بحملى اوشكت ان اتهاوى
و قد انحنى ظهرى
اما انت.... فلا اراك
اعرف فقط اننى اخيرا بلغت مرفأك
اصل و معى صرة كبيرة بيضاء احملها من سنين
امتلات على مدار الايام بالشجون
امتزجت فيها دموعى التى انسابت مرات..... بالدموع التى تحجرت فى عيونى الاف المرات
اختلطت فيها انكساراتى برحلاتى التى عدت منها دائما مهزومة
و مشاويرى التى بدأتها بالآمال و الاحلام و رجعت منها دائما.... خالية الوفاض
فأهوى عند قدميك مثقلة بحمل لم اعد احتمله لثانية اخرى
أاتى اليك افتح الصرة
افردها امامك
اشعر بالراحة و انا اتخلص من حمولى وهمومى
غير معنية بالمبررات التى ادت اليه اولا بكلمات التطييب التى تقال
كل ما يعنينى انك هنا
ارنو اليك
لتربت على وتخبرنى انها اخر عذاباتى

و لكنك لا تفعل

و تتركنى لاعود حاملة صرتى القديمة و قد ازداد حملها و ثقلها على كاهلى.......

صوت المنبه يخبر بأن الساعة تجاوزت السلبعة و انه قدتوجب على الرحيل

Wednesday, August 12, 2009

تحديث

اتضح انها شطحة من شطحات الخيال
و ها قد عاد الظلام و خيم الصمت مرة اخرى
الحمد لله على كل شيئ

Monday, August 3, 2009

انا فى انتظار الفرج يا رب

يارب
يا رب هل حانت لحظة الفرج
يارب ادعوك و ارجوك منذ سنوات بالعوض
فهل حانت اللحظة فعلا
هل اقتربت النور و الصباح من البزوغ
سنوات طويلة عشتها فى ظلام
سواد دامس
حتى شعرت ان حياتى مسرحية اسدل فيها الستار قبل ان يبدأ فصلها الاول
سنوات طوال ترنحت فيها بين التعلق بالامل والانهيار لاقصى درجات اليأس
نعم اعترف اننى قد مررت بلحظات فقدت ايمانى و انهرت انهيارتام
كرهت اقدارى و عجزت عن فهم مايحدث
ثم ما البث ان استغفرك و ادعوك
ابتهل لتغفر لى ضعفى
وانا اعلم انك اقرب الى منى من روحى و من انفاسى
اوقن انك ستعفو عن عبدك الضعيف
لانك ياالله احن و ارحم بنا من انفسنا
اوقن انك ستعفو.......
عن قصورعقلنا البشرى فى معرفة الحكمة من المحن و الازمات المزمنة التى لا تنفرج سريعا
سنون طوال و الماء راكد تماما فى بحيرتى حتى تخيلت انه قد تجمد
الا اننى الان اشعر بضوء يتسلل الى روحى
لا اراه
احسه فقط
فهل ان الاوان الان ليسقط الحجر فى البحيرة
فيهزها برقه ليوقظها من سبات عميق
هل ان اوان للعيون الرانية للفرح ان تسعد وان يهدأ لها بال اخير
ام ان ما احسه ليس الا شطحه من شطحات الخيال
و ما اكثرها